تُعدّ مشداد الجسم من أقدم أدوات التجميل والعناية بالجسم التي استخدمتها النساء والرجال على حدّ سواء، وبمرور الوقت تطورت أشكالها وأنواعها لتصبح أكثر راحة وفعالية. تهدف المشدّات إلى تحسين مظهر الجسم، وتقديم الدعم للعضلات، والمساعدة في شدّ الجلد، إضافة إلى استخدامها بعد العمليات الجراحية والولادة. في هذا المقال سنتناول أهم أنواع المشدّات، فوائدها، واستخداماتها الصحيحة، وكيف تختار المشد المناسب لك.
ما هي المشدّات؟
المشدّات هي قطع مصممة من مواد مرنة أو قوية مثل اللاتكس، النيوبرين، القطن، أو الأقمشة المضغوطة. تعمل هذه القطع على تشكيل الجسم من خلال الضغط اللطيف والمتوازن على مناطق محددة مثل البطن، الخصر، الظهر، الوجه، أو الرقبة. تختلف المشدّات من حيث القوة والمرونة حسب الهدف منها؛ فبعضها مخصّص للتجميل، وبعضها للاستخدام الطبي، وأخرى للرياضة أو ما بعد الولادة.
أنواع المشدّات الأكثر شيوعاً
مشدات الخصر
تعتبر مشدات الخصر من أشهر الأنواع في عالم الموضة والجسم المتناسق. تهدف هذه المشدّات إلى تحديد منطقة الخصر ومنح الجسم شكل الساعة الرملية. تُستخدم غالباً تحت الملابس في المناسبات أو أثناء التمارين وفق نوعها.
مشدات البطن بعد الولادة
تُستخدم مشدات بعد الولادة لدعم عضلات البطن بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية. تساعد الأم على الشعور بالثبات، وتحسين الوقفة، وتقليل الانزعاج الناتج عن الارتخاء العضلي. بعض الأنواع الطبية تُستخدم أيضاً لتثبيت منطقة الجرح بعد القيصرية.
مشدات الظهر
يتم ارتداؤها لدعم العمود الفقري وتقليل آلام أسفل الظهر، خصوصاً للمصابين بالانزلاق الغضروفي أو الذين يقفون لفترات طويلة. تساعد في تحسين الاستقامة وتخفيف الضغط على مناطق الألم.
مشدات الوجه والرقبة
تهدف إلى شدّ منطقة الذقن والفك والرقبة، وتقلل من مظهر اللغاليغ مؤقتاً. بعض الأنواع تُستخدم أثناء النوم للحدّ من فتح الفم، مما قد يساعد في تقليل الشخير في حالات معينة.
المشدّات الرياضية
تُستخدم مشدات الرياضة أثناء التمارين لزيادة التعرق في منطقة البطن أو الخصر، مما يعطي إحساساً بالحرق الموضعي للدهون، إضافة إلى دعم العضلات خلال التمرين.
المشدّات الطبية
تُستخدم بعد العمليات الجراحية مثل شدّ البطن، شفط الدهون، أو جراحات الظهر. تهدف إلى تثبيت المنطقة الجراحية وتحسين التئام الجلد والأنسجة.
فوائد المشدّات
تحسين مظهر الجسم وشدّ القوام
تمنح المشدّات مظهراً أكثر رشاقة من خلال إخفاء التكتلات والدهون تحت الملابس، ما يجعل القوام يبدو أكثر تناسقاً. تعتبر هذه الفائدة من أهم الأسباب التي تدفع النساء والرجال لارتداء المشدّات في المناسبات أو الحياة اليومية.
دعم العضلات وتقليل الألم
بعض المشدّات تقدم دعماً للظهر أو البطن، خاصة بعد الولادة أو العمليات الجراحية. هذا الدعم يساعد على تقليل الألم وتحسين الحركة اليومية.
تحسين الثقة بالنفس
يرتبط تحسين شكل الجسم مباشرة بزيادة الثقة بالنفس. يمنح المشد شعوراً بالانضباط الجسدي مما يساعد الشخص على الظهور بمظهر أنيق ومتناسق.
. تعزيز استقامة الظهر
مشدات الظهر تحديداً تساعد على تصحيح الانحناء الخفيف وتحسين الجلسة، ما يقلل إجهاد العمود الفقري ويقلل من آلام الجلوس الطويل.
المشدّات والجلد: هل تساعد في شدّ الجلد؟
يعتقد الكثيرون أن ارتداء المشد يؤدي إلى شدّ الجلد بشكل دائم، لكن الحقيقة أن تأثير المشدّ على الجلد مؤقت ويرتبط بالضغط الخفيف الذي يقدمه. فهو:
يساعد على تقليل الترهل الخفيف.
يشجع الجلد على العودة تدريجياً لوضعه الطبيعي بعد الولادة أو فقدان الوزن.
يحد من ارتداد الجلد المفاجئ بعد العمليات التجميلية.
لكن من المهم معرفة أن المشدّ لا يعالج الترهلات العميقة ولا يغني عن التمارين الرياضية أو العناية بالبشرة.
المشدّات والشخير: هل فعلاً تقلله؟
في بعض الحالات التي ينتج فيها الشخير عن فتح الفم أثناء النوم، يمكن ل مشدات الوجة أو الرقبة أن تساعد في إبقاء الفك بحالة ثابتة، مما قد يقلل الشخير.
مع ذلك، إذا كان الشخير ناتجاً عن مشاكل في الأنف أو الحلق أو انقطاع النفس أثناء النوم، فلن يكون المشد فعالاً. لذلك ينصح باستشارة مختص إذا كان الشخير مستمراً.
كيفية اختيار المشدّ المناسب
للاستفادة القصوى من المشد، يجب مراعاة عدة نقاط:
اختيار المقاس الصحيح: المقاس الضيق جداً يسبب صعوبة في التنفس أو الحركة، والواسع لن يقدم النتيجة المطلوبة.
نوع المادة: يفضّل اختيار مواد مريحة تسمح بتهوية الجلد خاصة للاستخدام اليومي.
الغرض من الاستخدام: طبي، تجميلي، رياضي أو ما بعد الولادة.
الجودة: الأنواع الرديئة قد تسبب حساسية أو تآكل سريع للقطعة.
متى لا يجب ارتداء المشدّات؟
هناك حالات يُفضّل فيها تجنب استخدام المشد مثل:
وجود مشاكل تنفسية.
أمراض في الجلد أو تهيجات.
بعد العمليات الجراحية بدون استشارة الطبيب.
أثناء النوم (باستثناء بعض مشدات الفك المخصصة لذلك).
في النهاية
تُعد المشدّات أداة فعالة لتحسين مظهر الجسم، دعم العضلات، وشدّ الجلد بشكل مؤقت، كما تلعب دوراً مهماً بعد العمليات الجراحية والولادة. ورغم فوائدها العديدة، إلا أن استخدامها يجب أن يكون معتدلاً ومناسباً للحالة الصحية. تبقى الرياضة، التغذية السليمة، والعناية بالبشرة الركائز الأساسية للحصول على نتائج دائمة، بينما يأتي المشد كعامل مساعد يمنحك مظهراً أكثر تناسقاً وثقة.
